القائمة الرئيسية

الصفحات


قصص أطفال - التاجر الغشاش


مقدمة عن القصة :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نبدأ حديثنا بالصلاة على نبينا محمد الرسول الامين، سيد الخلق وإمام المرسلين، 
وبعد ،  قصص الأطفال هي أحد انجع الطرق لتعليم وتكوين الاطفال وتنمية قدراتهم الدهنية واكسابهم مهارات التعامل مع الغير، نقدم لكم اليوم قصة من سلسلة قصصنا التربوية، 
 تفضلوا بقراءة القصة : 
قصص أطفال
قصص أطفال 

القصة :

في قرية صغيرة كان يعيش تاجر إسمه تامر، يسكن مع والديه في بيت بسيط، كانت أمه تملك بقرتين كبيرتين، تطعمهما كل يوم و تعتني بهما لتحصل على الحليب والزبدة،
كان تامر يأخد الحليب ويضعه في عربته الصغيرة ويذهب به للسوق ليبيعه، كان يجوب أرجاء السوق ينادي " حليب طازج حليب طري " يظل طوال اليوم في السوق، وبعد أن يبيع سلعته كاملة يجني قليلا من المال فيشتري به الخضار والقمح ويعود الى والديه في المساء،

في أحد الأيام كان التاجر تامر في طريقه الى السوق فالتقى بتاجر آخر إسمه كامل، فألقى التحية عليه وقال :
كامل : السلام عليكم صديقي تامر كيف حالك، هل ما تزال تبيع الحليب؟
تامر : وعليكم السلام ورحمة الله، نعم ما زلت أبيع الحليب رغم أن الارباح قليلة، وأنت كيف أحوال تجارتك؟
كامل : بخير وأجني الكثير من المال من بيع الزيت، ولو شئت عندي طريقة سهلة لك لتزيد من أرباحك،
تامر :حقا؟ ما هي هذه الطريقة ؟
كامل : لا يمكن أن اخبرك بها إلا اذا دفعت لي عشرين دينارا،
تامر : هذا كثير، لا يمكنني أن أعطيك هذا المال، قد لا تنجح معي الطريقة التي ستعلمني إياها وأندم على المال الذي سأعطيع،
كامل : لن تندم أبدا لانك ستربح ضعف ما كنت تربح من قبل، وإن لم يكن عندك المال لتدفع لي لا بأس، عندما تكون مستعدا لدفع عشرين دينار إبحت عني في سوق الزيوت وستجدني هناك،
تامر : حسنا سأفكر في الامر،

بعد ذلك دهب تامر الى السوق وعمل بجد وباع كل الحليب وعاد في المساء بالمال لوالديه، وظل يفكر في كلام كامل طوال الليل،
وفي الصباح اخد الحليب ودهب باكرا كعادته للسوق وباع بضاعته وأخد المال ودهب يبحت عن كامل حتى وجده، وقال له،
تامر : كيف حالك يا مالك هل أنت بخير؟
كامل : بخير والحمد لله، هل جمعت عشرين دينارا؟
تامر :نعم، إنها معي هيا اخبرني بالطريقة التي أخبرتني عنها لكي أكسب الكثير من المال،
كامل :ضع المال في يدي أولا وسأخبرك عن كل شيء،
تامر : ها هو خده، هيا أخبرني الآن،
كامل : خد الحليب وضع معه بعض الماء لكي تزيد عدد اللترات وتربح أكثر، أنا اضيف الزيت العادي لزيت الزيتون وأبيعه وأكسب منه مالا أفضل،
تامر : ولكن هذا غش،
كامل : لا ليسا غشا، انه ذكاء فكل التجار في هذا السوق يفعلون هذا،
تامر : وهل سينجح الامر معي؟
كامل : بالطبع ستكسب مالا كثيرا بهذه الطريقة،
تامر : حسنا سأجرب هذا غدا

عاد تامر الى والديه وأخبرهم أنه أضاع المال في طريق العودة إلى البيت، بعدها نام دون أن يتناول العشاء،
في صباح اليوم التالي استفاق تامر من نومه وجهز وعاء الحليب وأضاف إليه الماء كما قال له كامل وتوجه إلى السوق وظل طوال اليوم يعمل إلى أن باع كل الحليب، فعاد إلى بيته وهو فرحان والمال الوفير في جيبه،
اعطى لأمه مقدارا من المال واحتفظ لنفسه ببعض الدينارات وفي اليوم الموالي كعادته أخد الحليب الى السوق على عربته وظل ينادي " حليب طازج حليب طازج "
لاحظ تامر أن زبناءه لم يشتروا منه، فبقي حائرا واقترب منه عجوز وهو زبون قديم له، وقال له :
العجوز : السلام عليكم ورحمة الله يا بني، لقد اشتريت بعض الحليب منك أمس ولكني وجدت طعم الحليب مغايرا،
تامر : وعليكم السلام ورحمة الله، حليبنا طازج يا سيدي ولم يتغير طعمه أبدا وأعتقد أنك مخطئ،
العجوز : لا أدري يا إبني ولكنني كنت أشتري منك الحليب مند مدة طويلة وهذه أول مرة أجد طعمه هكذا،

غادر العجوز دون ان يشتري الحليب وبقي تامر في السوق طوال اليوم ولم يبع سوى كمية قليلة من الحليب،
استمر الوضع هكذا لعدة أيام وإكتشف تامر أنه يفقد زبناءه ولم يعد يجني المال الذي اعتاد على جنيه من قبل، وفي الصباح توجه تامر باحتا عن التاجر مالك فوجده في جالسا في السوق وقال له،
تامر : أيها المحتال لقد أفسدت علي تجارتي، وفقدت زبائني بسببك،
مالك : إهدأ يا رجل، أنت لم تفهم الطريقة بشكل جيد،
تامر : هيا إشرح لي كيف أو أرجع لي مالي،
مالك : أنت تضيف الكثير من الماء، أنا قلت لك اضف القليل فقط،
تامر : لقد أضفت القليل من الماء ومع ذلك عرف الزبناء أن الحليب طعمه مختلف،
مالك : عندي فكرة جيدة لك، إذهب الى سوق اخر وبع حليبك دون أن يعرفك أحد، وفي كل يوم إذهب إلى سوق مختلف،
تامر : حسنا غدا سأجرب هذا وإن لم ينجح معي ستعيد لي مالي كله،

وفي اليوم التالي اخد تامر عربته المحملة بالحليب وذهب الى سوق مجاور وبدأ في بيع حليبه، وجاء عنده رجل يرتدي ملابس أنيقة وقال لتامر سأشتري منك الحليب كله، فرح تامر بهذا وأعطى الحليب للرجل وأخد النقود وعاد لبيت والديه واعطى النقود لأمه بعد أن قبل رأسها،
لاحظت الأم أن النقوش على النقدود مختلفة وتبدوا مختلفة فأخبرت تامر بذلك فتفحصها وتيقن أنها نقود مغشوشة، فوضع يده على رأسه من الحزن، وأخبر أمه كان يضيف الماء للحليب، فقالت له،
الام : هذا غش يا بني، أنت تخدع الناس بهذا، الم تسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال " من غشنا فليس منا"
تامر : لقد خسرت المال والزبائن وغرني الشيطان يا أمي وأعتدر عن هذا،
الأم : لا بأس يا بني المهم أن تتعلم من أخطائك،
عانق تامر أمه وقبل رأسها ووعدها أن لا يغش في عمله مجددا، وحين ذهب للسوق كعادته في الصباح توجه إلى أمين السوق وأخبره عن كامل وعن غشه، فقام الأمين بطرد كامل من السوق وشكر تامر على صراحته،

العبرة من القصة :

من خلال هذه القصة نفهم أن الغش سلوك خاطئ يغضب الله، والغشاش دائما خاسر لأنه يجني المال بمكره وكدبه وخداعه للناس فيعاقبه الله على ذلك ، 
لذلك يجب على الانسان أن يعمل بجد وبصدق  لكي يبارك الله في ماله. 


للمزيد من القصص الهادفة اضغط هنا 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات